وداعًا أول

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلام على عبده الذي اصطفى ، وآله وصحبه ومن اقتفى ..

 وداعًا أول ..

وداعًا .. كلمة ثقيلة ..

صعب لفظها ، تجنح بك إلى معنى اللاعودة ، وهي تقال أيضا وعادة لمحبوب يثقل عليك فراقه ، لكن من يدري ؟؟!!

قررت وكان القرار ليس سهلا ؛ لأنه تخلٍّ عن إنجاز وخبرة وبذل وسعي ..

فبمجرد أن أتذكر شعار الفصل ( دراسة ، وناسة ، حب ، حزم ) ، أو الموقع أو العطاء الذي يبذل للطلاب يصيبني هاجس وتخوف وتردد .

لكن حسبي ويكفيني أني ودعته بهدف خدمة شريحة أكبر ، لا تقتصر على صف واحد وإنما صفوف .. بل مدارس بإذن الله ، سائلا المولى أن يوفقني لأداء مهمتي التي انتقلت إليها ( أمين مصادر تعلم ) وأن يعينني لأصنع تجديدا في هذا المجال ، يحتذى به ويتميز .

ومما دفعني لا تخاذ هذا القرار ؛ حب التغيير والتجديد وتحريك المياه الراكدة ، وليس مللا أبدا فقد كنت أسعى في أول ألا أنسخ سنة كسابقتها تماما وهذا ما أتوقع أن لمسه أولياء الأمور الذين درست لهم أكثر من ابن .. ويبقى التغيير الجذري له طعم آخر يبدو لي .. فلأجرب !!

لم أرتحل بعيدا عن المدرسة .. فأنا باق فيها .. وطموحي مع إدارة المدرسة ألا يقف الارتقاء بالمدرسة في مجال المصادر .. بل إلى أكبر من ذلك بعون الله وتوفيقه .. ونحن نسعى والله هو المعين .

الموقع سيبقى على ما هو عليه ، وسأضيف عليها حين أجد متسعا من الوقت جميع أعمالي وسأضعها هنا لجميع المعلمين والمعلمات ، سائلا المولى التوفيق ، وأن أعجل بذلك .

كلمات أخيرة أختم بها هذه العجالة ، وهي باقات شكر وتقدير ..

* شكري وتقديري لكل الإخوة الزملاء من معلمين ومعلمات تعاونوا وتساعدوا معي للاستفادة من الخبرات وتلاقحها ، فقد كانت هناك مجموعة كبيرة منهم ضربوا أروع الأمثلة في التعاون والبذل ، قد يكون بعضهم لا يعرفوني جيدا ، بل لم أرهم قط ، لكن هي تلك النفس الكريمة التي بين جنباتهم فشكرا لهم شكرا ..

* وشكري وتقديري ثانيا لأولياء الأمور من آباء وأمهات وثقوا بي ، وحملوني أمانة - من اليقين - أني قصرت في حق أبنائهم ؛ لكن ليعذروني وأرجو منهم السماح عن أي تقصير ، أو شدة في غير محلها لامست ابنهم ..

* شكري وتقديري .. لأبنائي الطلبة الذين قضيت معهم أجمل الأوقات ، واعتبرتهم جزءا من حياتي ويومي ، فلولاهم بعد الله لم تكن تلك الإنجازات ، فهم محل العمل وهم محل الحافز .

* شكري وتقديري .. لكل المهتمين الذين تساءلوا عن الأسباب ، ولكل من حاول أن يثنيني عن فكرة ترك الصف ، فهذا دليل حرصهم فجزاهم الله خيرا .

* أكبر باقة شكر وتقدير للوالدين الكرام والزوجة الحنون ، فقد كانوا معي دوما بمساندتهم وتأييدهم ، وملازمتهم لي بالدعاء .

قالوا الفراق يدق دوما بابه .. فسألتهم هل للفراق سوابق

فتسمروا عجبا لقولي سائلا .. فأجبتهم : قلبي كسير مشفق

أخشى الفراق وسنة الرحمن جا .. رية ولكن للقاء تحقق